الاعتراف العالمي بالدولة الفلسطينية.. صفعة لمخططات تصفية القضية

 

◄ بلجيكا تفرض 12 عقوبة "صارمة" على إسرائيل

◄ 100 شهيد فلسطيني في 24 ساعة من بينهم الصحفي رسمي سالم

◄ الخلاف حول العدوان على مدينة غزة يضرب حكومة الاحتلال

◄ وفاة 13 منهم 3 أطفال من الجوع وسوء التغذية

 

 

الرؤية- غرفة الأخبار

 

يُمثِّل إعلان دول أوروبية وغربية مثل بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا وبلجيكا، عزمها الاعتراف بدولة فلسطينية في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من سبتمبر الجاري، صفعة على وجه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي وضربة قوية لمخططات تصفية القضية الفلسطينية، في ظل مساعي دولة الاحتلال بتواطؤ ودعم أمريكي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، لا سيما في قطاع غزة الذي يرزح تحت نير حرب إبادة جماعية منذ نحو عامين.

وقال حسام زملط رئيس البعثة الفلسطينية في بريطانيا أمس إن اعتراف الدول الغربية الكبرى بدولة فلسطينية سيطلق العنان لزخم نحو حل الدولتين. وتهدف هذه الخطوات إلى الضغط على إسرائيل لإنهاء حربها على غزة والحد من بناء المستوطنات اليهودية الجديدة في الضفة الغربية المحتلة، لكن البعض يتساءل عما إذا كان الاعتراف خطوة رمزية فقط. وقال زملط لرويترز "أعتقد أنها ستكون بمثابة إشارة البداية لما نأمل أن يكون سباقًا سريعًا وليس حتى مسيرة نحو تنفيذ حل الدولتين، ونأمل في دور نشط وفعال وذي معنى من جانب بريطانيا".

وعبرت إسرائيل عن غضبها من إعلان عدة دول عزمها الاعتراف بدولة فلسطينية في وقت تواجه فيه استنكارًا عالميًا واسعًا بسبب نهجها في حرب غزة.

ويقوم حل الدولتين على فكرة أن الطرفين يمكنهما التعايش بسلام جنبًا إلى جنب عبر إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، مع ربط قطاع غزة والضفة الغربية بممر عبر إسرائيل. لكن الاقتراح أصبح أقل قابلية للتطبيق مع مرور الوقت، إذ قامت إسرائيل بتسريع بناء المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة، في حين يتمسك الجانبان بمواقف لا فصال فيها بشأن القضايا الأساسية بما في ذلك الحدود، ومصير اللاجئين الفلسطينيين، ووضع القدس.

وقال زملط إن خطوة بريطانيا مهمة نظرا لوعد بلفور الذي تعهد بإنشاء "وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين" عام 1917. وأضاف أن تحقيق حل الدولتين لم يفت أوانه بعد، وأبدى أمله في أن يدفع الزخم الذي يتشكل في الأمم المتحدة إسرائيل إلى تفكيك مستوطناتها. وأضاف "بمجرد أن نتمكن من خلق ضغط كاف -ضغط له معنى- أؤكد لكم أن الأمر ممكن تمامًا".

وقالت أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة في عام 2024 إن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات هناك غير قانوني ويجب الانسحاب في أقرب وقت ممكن.

 

وقال وزير الخارجية البلجيكي ماكسيم بريفو إن بلجيكا ستعترف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال بريفو في منشور على إكس إن بلجيكا ستنضم إلى الموقعين على إعلان نيويورك، مما يمهد الطريق لحل الدولتين أو دولة فلسطينية تتعايش في سلام جنبًا إلى جنب مع إسرائيل. وأضاف بريفو أن هذا القرار يأتي "في ضوء المأساة الإنسانية التي تتكشف في فلسطين، وخاصة في غزة، وردا على العنف الذي ترتكبه إسرائيل في انتهاك للقانون الدولي".

وقال الوزير البلجيكي إن بلاده ستفرض أيضا 12 عقوبة "صارمة" على إسرائيل، مثل حظر الاستيراد من مستوطناتها، ومراجعة سياسات المشتريات العامة مع الشركات الإسرائيلية.

من جهة ثانية، بدأ عشرات الآلاف من جنود الاحتياط الإسرائيليين الالتحاق بالخدمة أمس في جيش الاحتلال، مع اعتزامه شن عدوان جديد على مدينة غزة، والذي يريد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تسريع وتيرته رغم تحذير ضباط كبار.

وقالت السلطات الصحية الفلسطينية إن الغارات الجوية والقصف الإسرائيلي في أنحاء قطاع غزة أمس تسبب في استشهاد ما لا يقل عن 100 شخص، بينهم 35 منهم في مدينة غزة بشمال القطاع بينما تستعد القوات الإسرائيلية للهجوم.

وذكر مسعفون أن من بين الشهداء الصحفي المحلي رسمي سالم. وقدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن 248 صحفيا فلسطينيا استشهدوا بنيران إسرائيلية في غزة منذ بدء حرب الإبادة.

وشهد اجتماع لمجلس الوزراء الأمني في وقت متأخر من يوم الأحد مشادات بين نتنياهو والوزراء الذين يريدون المضي قدما في الهجوم على مدينة غزة وبين رئيس أركان الجيش إيال زامير الذي يحث السياسيين على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ونقل أربعة وزراء ومسؤولان عسكريان حضروا الاجتماع عن زامير القول إن الحملة ستعرض الأسرى للخطر وتضع المزيد من الضغط على الجيش المنهك بالفعل.

ويأتي ذلك بعد خلاف مماثل بين زامير وحكومة نتنياهو الشهر الماضي. وقال نتنياهو في 20 أغسطس إنه أصدر تعليمات بتسريع الجدول الزمني للسيطرة على مدينة غزة، لكن مصدرا مقربا من نتنياهو ومسؤولا عسكريا ذكرا أن الجيش حذر في اليوم التالي من تعريض الرهائن للخطر وقال إنه لا يمكنه بدء الحملة قبل شهرين على الأقل.

وذكر مسعفون فلسطينيون أن من بين الشهداء الآخرين الذين أبلغ عنهم، 5 أشخاص استشهدوا أثناء انتظارهم في طابور للحصول على طعام في جنوب غزة.

وذكرت وزارة الصحة في قطاع غزة أمس أن 13 فلسطينيا آخرين، بينهم ثلاثة أطفال، ماتوا من الجوع وسوء التغذية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، مما يرفع العدد الرسمي للوفيات نتيجة هذين السببين إلى 361 على الأقل، من بينهم 130 طفلا، معظمهم في الأسابيع القليلة الماضية.

 

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة